الخميس، 14 فبراير 2013

الدولارات البرتقالية تمهد الطريق لسلطة الإحتلال المدني ‏2 من ‏2‏

الجزء الثاني
 السبت 17-6-2006
 أسامة الدليل

منظمات مصرية ممولة تطالب أمريكا بالتدخــل اللعب بالنـارالعسكري‏!!‏

الله وحده هو الذي يمكنه أن يفعلها‏..‏ لا أمريكا ولا عمرو خالد‏, فهو الذي جعل النار بردا وسلاما علي إبراهيم‏

أما نيران حرق القمامة التي تؤججها واشنطن في الميادين الكبري لأضخم عواصم الشرق الأوسط‏,‏ فلن تتمكن بكل دولاراتها من تسويقها باعتبارها ‏(‏شعلة الحرية‏)‏, ولو حشدوا لها المئات والآلاف من نشطاء حقوق الإنسان في العالم العربي‏,‏ وحتي لو أعملوا كل ماكينات إعلام العالم‏..‏ فلن يصدق أحد أن غزو العراق واحتلاله وإحراقه كان تحريرا للشعب العراقي ونشرا للديمقراطية في العالم العربي‏..‏


هشام قاسم ـ رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان‏ 2006

لكن المثير بالفعل‏:‏ أن تنتهك أمريكا كل الحريات وحقوق الإنسان في أراضيها بقانون المواطنة‏ (باتريوت آكت لحماية أمنها القومي‏)‏ وأن تدفع الملايين ـ في الوقت ذاته ـ لجماعات حقوق الإنسان في العالم العربي وتظللهم بحمايتها‏..‏ لينتهكوا القانون ويخترقوا الأمن القومي في بلادهم‏..‏ باسم الديمقراطية والحرية‏,‏ الأكثر إثارة‏:‏ أن يجاهر علنا أنفار القوات الناعمة الممولة بالدعوة للتدخل الأمريكي العسكري في مصر‏..‏ باسم الحرية‏,‏ بالمخالفة الصارخة لتعليمات قائدهم الأعلي‏ (‏بيتر آكرمان‏)‏ مهندس العصيان المدني ومخطط الحروب الناعمة والثورات البرتقالية والوردية والقرمزية في العالم‏!!‏


هذه الفضيحة فجرها هشام قاسم ـ رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان‏,‏ في تصريحات له بمجلة تايم الأمريكية نشرت في ‏20‏ مارس الماضي‏ (‏لاحظوا التاريخ‏)‏ يدعو فيها للتدخل العسكري الأمريكي المباشر في مصر وبقية العالم العربي‏..‏

قال فيها بالنص‏:‏
لدينا كتلة من ‏22‏ دولة في العالم العربي ترزح تحت هيمنة الديكتاتورية والشمولية‏,‏ وهي ليست كتلة يمكن مباشرة العمل السياسي معها والضغط عليها من أجل الإصلاح‏,‏ لكن بالتدخل العسكري تستطيع الولايات المتحدة الضغط علي المنطقة لتتبني الإصلاحات التي بدأنا نراها في أرجاء المنطقة‏.. إن هذا التدخل من شأنه أن يجنب العديد من دول المنطقة أن تصبح دولا فاشلة منهارة‏,‏ الواقع أن العالم وأوروبا وإسرائيل لا يمكنها تحمل فشل الدول في الفناء الخلفي لحقول النفط‏(!!)..‏

هذه التصريحات كانت بمناسبة حلول ذكري غزو العراق الثالثة‏..‏ وهي تصريحات لم يكن ليجرؤ أي جاسوس أمريكي أن يطلقها علنا وبمثل هذا الوضوح وهذه الفجاجة‏..‏ ولا يملك أي من جنرالات‏ (‏الاحتلال المدني‏)‏ الجديد بالفوضي الخلاقة أن يجاهر بها‏.‏

حكاية نشر الحرية والديمقراطية بالاحتلال المدني في دول الشرق الأوسط كشفها تقرير ساذج كتبته من واشنطن سارة باكستر مراسلة الصنداي تايمز البريطانية في عدد ‏23‏ إبريل الماضي بعنوان‏:‏ لعبة الرجل الواحد للخداع‏..‏ للثورة العالمية.. قالت فيه إن الثورة البرتقالية في أوكرانيا كانت واحدة من ملهمات‏ (‏خطة اللعب‏)‏ الديمقراطي الجديدة التي ابتكرها مليونير أمريكي في أواخر الخمسينيات من عمره يعمل في مجال التمويل يدعي بيتر آكرمان‏..



اخترع لعبة فيديو اسمها‏:‏ قوات أكثر نفوذا‏..‏ كلفها من جيبه الخاص ‏3‏ ملايين دولار‏..‏ من أجل توفير‏ (‏كاتالوج‏)‏ يرجع إليه كل من يريد أن يقوم بثورة ملونة في أي مكان في العالم‏.. وبوحي من أمثلة نجاحات حركة تضامن في بولندا وسقوط ميلوسوفيتش في صربيا والثورة البرتقالية في أوكرانيا والوردية في جورجيا‏,‏ ينتوي آكرمان أن يغرق النظم الشمولية في العالم بنسخ من هذا الكاتالوج‏..‏

ويمضي التقرير للقول‏:‏ إن آكرمان يدير ويمول المركز الدولي للصراعات غير العنيفة في واشنطن‏,‏ وهو رجل يشتهر بأنه نسخة بالكربون من جورج سوروس‏ (‏صاحب مؤسسة سوروس التي تمول بدورها منظمات المجتمع المدني‏)‏ وأساس هذه الشهرة ثروته وقدرته علي إنفاقها لخلق مجتمعات مفتوحة.. وهو ينتوي أن ينشر رسالة عالمية مفادها أن الطغاة يمكن إقصاؤهم عن السلطة سلميا من الداخل‏..

وقد شهد معارض من جورجيا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الفيلم التسجيلي الذي أنتجه آكرمان عن إسقاط ميلوسوفيتش كان ملهمهم وقائدهم في ثورتهم في جورجيا عام ‏2003.. وقال‏:‏ المهم هو الفيلم‏,‏ فقد كان المتظاهرون يحفظون التكتيكات عن ظهر قلب بسبب الفيلم‏..‏ والكل كان يعرف ما يتوجب عمله‏!!‏

فتش عن‏..‏ دبي‏!!‏

ويضيف التقرير‏:‏ آكرمان يرأس منظمة بيت الحرية فريدوم هاوس التي تمول بعض من المنظمات الحقوقية والصحف التي تعتبر نفسها مستقلة في مصر.. وهي المنظمة التي تضع علي رأس أولوياتها باسم الدفاع عن الديمقراطية‏,‏ تهذيب الشريعة الإسلامية (التي تغذي وتنتج الإرهاب والإرهابيين في العالم الاسلامي‏)!!‏ ومقرها واشنطن والتي خطب فيها الرئيس بوش في مارس الماضي يتحدث عن مسيرة الحرية‏..‏ ومنطلقا من الحرب في العراق وانتصار حماس في الانتخابات‏,‏ فإن مشروع بوش لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط لا يبدو في تمام العافية رغم الأزاهير التي تفتحت في سياق الربيع العربي بعد الانتخابات الأولي التي جرت في العراق العام الماضي‏(!!)..
وبتشجيع أمريكي فإن التوجه الآن يمضي إلي تغيير الأنظمة‏,‏ دون تدخل عسكري وإنما بوسائل الإضراب والمقاطعة والاحتجاجات والمظاهرات‏..‏ وهنا يأتي دور آكرمان الذي تساءل في رسالة الدكتوراة التي كتبها في السبعينيات دون أن يهتم بها أحد‏:‏ كيف يمكن للشعوب التي ترزح تحت نير القمع دون خيارات عسكرية من إزاحة قوة الشموليين الذين يدوسون بأحذيتهم علي رقابهم؟‏!‏

 بيتر آكرمان‏

الآن وهو رجل ثري‏..‏ يستمع إليه الجميع‏,‏ وبينما تمضي إيران إلي البرنامج النووي تكتظ واشنطن بالمنفيين والمعارضين الإيرانيين الحالمين بالتغيير في طهران‏..‏ إن إسم منظمته يثير حنق ناشطي الديمقراطية التقليديين‏,‏ الذين ينظرون إلي كلمة‏ (‏صراع‏)‏ ككلمة مستفزة‏..‏ بينما يراه الآخرون بطلا ينفق أمواله بشكل نبيل‏..
أما آكرمان فيصر علي أنه يناصر المقاومة غير العنيفة علي غرار طريقة المهاتما غاندي‏..(!!)‏ فهو يكره عبارة‏ (‏تغيير الأنظمة‏)‏ ويقول‏:‏ نحن لا نعمل في بزنس التدخل الخارجي‏..‏ إن ترويج الديمقراطية في معظمه يستهدف المؤسسات والقانون‏..‏ ويعتبر أن الكلام في تغيير الأنظمة والتدخل الخارجي كان السبب وراء النكسات‏..‏ كتلك الهجمة التي قادها الرئيس الروسي بوتين علي المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج‏..‏
ويقول آكرمان‏:‏ لقد حاولوا في أوكرانيا أن يضغطوا علي زر استخدام الجيش‏,‏ ولكن كانت الدائرة الكهربية غير متصلة‏,‏ وهو ما قاد بوتين للتفكير‏:‏ إذا ما كان ذلك يمكن حدوثه هناك فإن من الممكن وقوعه في مجتمعي‏..
ويمضي آكرمان للشرح‏:‏ أن الهدف هو تشجيع جماعات المعارضة المحلية و‏(‏تحويل ولاءات الشرطة والمخابرات‏)‏ خلال الشهور والسنين‏,‏ فإذا ما خرج الطلبة والعمال إلي الشوارع يكون من المتأخر جدا الانقضاض عليهم‏!!‏


وبرغم أن هذا الأسلوب فشل في ميدان تيانمن في الصين عام ‏1989‏ إلا أن آكرمان يري أنه مع انتشار الإنترنت يمكن نشر المعلومات عن كيفية مقاومة السلطات‏,‏ وهو أحد الأسباب التي دفعته لإنتاج هذا الكتالوج في صورة واحدة من ألعاب الكومبيوتر‏!!‏

ويقول التقرير‏:‏ إن أدني إشارة لتورط الأمريكيين في الشئون الداخلية للدول الأخري عادة ما يشي بوجود مؤامرة تقودها وكالة الاستخبارات المركزية ‏ الامريكية,‏ ولذلك يري البعض أن مركز آكرمان سري.. إن عدم نشر أسماء الإصلاحيين والناشطين الذين حضروا ورش العمل التي أقامها آكرمان في مركز الصراعات غير العنيفة في نشرته الصحفية كان يستهدف صرف الشكوك من حولهم فلا يتعرضون للانتقام‏,‏ وهو خوف له ما يبرره في حالة العديد من الإيرانيين الذين حضروا مؤتمرا للمركز خلال الصيف الماضي وتم اعتقالهم أخيرا‏..
وهنا يصر آكرمان علي أن نصائح المركز غاية في الأهمية‏,‏ وأن ما ينطبق علي ميلوسوفيتش يمكن تطبيقه علي الملالي‏,‏ ولا توجد خطط تفصيل تلائم دول بعينها
إذ يقول آكرمان‏:‏
لو أن أحدا جاءنا يسألنا ماذا يمكن عمله في إيران فلن نفعل إنما سنمرر إليه خبرة مائة عام من الحركات الاحتجاجية‏!!..‏ لقد قادت بعض المحاولات للقيام بالثورة الملونة لانتكاسات مروعة‏,‏ كما حدث في أوزبكستان‏..‏ حيث قتلت قوات الأمن المتظاهرين العام الماضي‏,‏ كذلك المظاهرات التي قام بها مناصرو الديمقراطية في نيبال التي أفضت إلي هجوم قوات الأمن علي المتظاهرين وقتل بعضهم‏,‏ وإن كانت الاحتجاجات قد أظهرت بعض النجاح‏!!‏

وينتهي التقرير بالفقرة التالية‏:‏ في لعبة الكومبيوتر كل أنواع الإرشادات الخاصة بأعمال التسلل بين الجماعات المعارضة ودور الإعلام وتهييج الجماعات العرقية والأقليات وكيفية الإستيلاء علي أي شيء‏..‏ من أقسام الشرطة إلي مرافيء السفن‏..‏ وفي الحياة الواقعية تسمي هذه العملية اللعب بالنار‏:‏ قم بعمل المزيج بشكل صحيح وسيقوم الآلاف بشرب نخب نصر القوات المؤيدة للديمقراطية‏,‏ قم بعمله بشكل خاطيء‏..‏ وانظر كيف سيحترق الموقع بأكمله‏!!‏
انتهي التقرير‏!‏

بيت الحرية السوداء

كيف تحولت تكتيكات غاندي في الكفاح السلمي ضد الاستعمار البريطاني إلي خطط اختراق لسيادة الدول‏,‏ والإطاحة بنظمها السياسية واحتلالها سلميا؟‏..‏ وما دور بيت الحرية‏ (‏فريدوم هاوس‏)‏ الذي يرأس مجلس إدارته آكرمان منذ سبتمبر‏2005‏ في تمويل وتدريب بعض النشطاء الحقوقيين في مصر وتمويل بعض الصحف التي تدعي أنها مستقلة؟‏..‏


 ومن هنا يكتسب تحليلنا في أعدادنا السابقة لأزمة القضاة في مصر‏..‏ بعدا جديدا أشد عمقا وخطورة ويزيد من شبهات الدور الذي قام به مركز استقلال القضاء والمحاماة الممول من ناشيونال انداومنت‏ (‏الوقف الأمريكي للديمقراطية‏)..‏ الذي يمول بدوره بيت الحرية الذي يهيمن عليه رموز المحافظين الجدد في واشنطن والذي يرأسه آكرمان ويستفيد من خبراته في اختراق الدول‏!!‏
إن تتبع آثار آكرمان وبيت الحرية يكشف عن الدور الحقيقي الذي يقومان به في توجيه أموال المجموعة الدولية لتمويل منظمات حقوق الإنسان‏,‏ ومؤسسة جورج سوروس اليهودي للمجتمعات المفتوحة‏.. والأخطر ما أشارت إليه صحيفة الفاينانشيال تايمز من أن منظمة بيت الحرية هي واحدة من عدة منظمات تخيرتها وزارة الخارجية الأمريكية لتلقي تمويلات لدعم الأنشطة السرية في عدد من بلدان الشرق الأوسط ‏(!!)
 وفي ‏12‏ يناير الماضي وكجزء من الحملة التي شنتها السلطات في أوزبكستان ضد المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج وغير المرخصة أمرت الحكومة بوقف أنشطة مكاتب بيت الحرية في سمرقند وطشقند ونامنجان‏!!‏
 إن بيت الحرية‏ (‏فريدوم هاوس‏)‏ الذي مول ودعم انتصار حركة تضامن الممولة أمريكيا في سياق الحرب الباردة بزعامة ليش فاليسا في بولندا في الثمانينيات‏,‏ ومول المناهضين في صربيا وأوكرانيا وقرقيزستان بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عبر جهود المعهد الجمهوري‏,‏ يصنف إسرائيل كبلد ديمقراطي حر‏..‏ بينما يصنف مصر كدولة غير حرة ويجعل السعودية بلدا يهدد الحرية في العالم‏,‏ ويصنف ليبيا وإيران كحالتين شديدتي التطرف في قمع الحريات
  
وقد أصدر تقريرا عنوانه‏:‏ المطبوعات السعودية المثيرة للكراهية تملأ مساجد أمريكا‏..‏ ليحرض علي تغيير النظام السعودي لأنه يسمح بالحكم بإعدام الشواذ جنسيا‏,‏ ويرفض سفور المرأة‏,‏ وهي المنظمة ذاتها التي انكشفت نياتها بشأن تقويض المجتمعات الإسلامية من قبل أنصار إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام‏!!
وهو ذاته الذي رسم الإستراتيجية لأمريكا لنشر الديمقراطية عن طريق المنظمات غير الحكومية من خلال شهادة نائب رئيسها السفير مارك بالمر أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في ‏8‏ يونيو الماضي‏,‏ والتي قدم فيها أجندة العمل التي تتلخص في الرجوع إلي كتيب أصدره سلفا بيت الحرية بعنوان‏:‏ كيف يمكن الظفر بالحرية‏..‏ وفيه‏67‏ طريقة لقلب نظم الحكم من خلال منظمات المجتمع المدني بتكتيكات المقاطعة والمظاهرات الكبري‏,‏ وتعطيل المرور والإضرابات والاعتصامات والعصيان المدني وتجريد الحكام من الشرعية وتقليص مصادر دعمهم من خلال تحويل ولاءات من يحمونهم من الشرطة والجيش والمخابرات‏..‏ مطالبا بزيادة الدعم المالي لنشطاء حقوق الإنسان في المناطق المرغوب التخلص السريع من أنظمتها السياسية‏..‏



 والأهم تدبير وسائط الإنترنت والتليفون المحمول لتسهيل الاتصالات الدولية بين النشطاء الذين سيقومون بالانقلاب وبين داعميهم في الخارج‏,‏ وزيادة تمويل الإعلام المستقل الموجه أمريكيا بنحو ‏100‏ مليون دولار سنويا وتسليمها لنشطاء حقوق الإنسان‏..‏ وتوصيل الدعم المالي مباشرة للنشطاء الشبان في المرحلة الوسطي من العمر‏..‏
وقال بالحرف في نهاية شهادته‏:‏ إن الإدارة الأمريكية خصصت هذا العام ‏2006‏ مبلغ ‏1.4‏ مليار دولار لتمويل منظمات حقوق الإنسان ولم تحصل هذه المنظمات للآن إلا علي ‏50‏ بالمائة من هذا المبلغ‏

لماذا؟‏..
  • هل ينبغي إعادة تقييم أعمال هذه المنظمات؟
  • هل يتوجب قطع التمويل عن بعضها وزيادتها للآخرين؟
أن المعهد الجمهوري والوقف الديمقراطي له برامجه‏..‏ وأهدافنا لها مراميها بالأموال التي يغدقها الشعب الأمريكي علي‏ (‏منظماته غير الحكومية التي تقاوم بالخارج‏)‏ والأهداف تستحق الالتزام بالتمويل لهذه المنظمات‏..‏ وريثة المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج وليش فاليسا في كفاحها النبيل ‏(!!!)‏

أسلحة الفوضي الشاملة

البحث في خزائن أسرار آكرمان قادنا إلي عدد من الأعاجيب والحقائق المذهلة‏.. فثروته التي كونها في زمن قصير ترجع إلي صلات بأحد رموز المافيا الذي علمه الاتجار في السندات والأسهم التافهة‏.. وسمعته في إجادة رسم تكتيكات الفوضي الخلاقة تستند إلي علاقته الوثيقة بالأب الروحي للفوضي المنظمة‏ (‏جيني شارب‏)‏ صاحب كتاب تأجيج الكفاح غير العنيف‏:‏ منهج القرن العشرين واحتمالات القرن الحادي والعشرين‏..‏ الذي صدر العام الماضي وحصل علي جائزة مؤسسة فوروارد أهم مؤسسات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا‏!
وفضلا عن أن آكرمان يهودي متعصب ومسيحي متطرف وصهيوني التوجه ككل المحافظين الجدد الذين يديرون الحرب المزعومة ضد الارهاب من واشنطن‏,‏ فهو أيضا عضو في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية وعضو المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن‏ (‏وهو أحد أذرع المخابرات البريطانية التي وجدنا اسم عمرو خالد يبرق من بين سطور وثائقها السرية‏)
ثم إن نائبته في المركز الدولي للصراعات غير العنيفة السري الذي يديره‏,‏ هي الصهيونية شازكا بايرل الحاصلة علي ماجستير العلاقات الدولية من جامعة جورج واشنطن بعد أن حصلت علي بكالوريوس علم النفس من جامعة تورنتو‏.. وهي قبل أن تتولي منصبها الحساس في هذا المركز عملت ‏3‏ سنوات في إسرائيل في أنشطة ممولة من الأمم المتحدة والبنك الدولي‏,‏ ولها مقالات تتعلق بالشرق الأوسط نشرت في جريدة الحياة التي تصدر بالعربية من لندن‏.. أما مدير البرامج والأبحاث في هذا المركز فهو هاردي ميريمان وهو الرجل الذي كان مسئولا عن دفع الأموال الوفيرة لترجمة لعبة آكرمان للغة العربية وبثها علي بعض الفضائيات العربية كإعلان مدفوع الأجر
 وفي مقال نشر في صحيفة نيوريبابليك الأمريكية في ‏16‏ إبريل من العام الماضي بعنوان‏:‏ سعي بيتر آكرمان لإقصاء الطغيان‏..‏
كتب فرانكلين فوير‏:‏
لقد وزعت الخارجية الأمريكية شريط فيديو فيلم آكرمان‏ (‏سقوط طاغية‏)‏ علي المعارضين للرئيس كاسترو في كوبا‏,‏ وهي حقيقة لم يعلم عنها آكرمان إلا بعد الإعلان عن اعتقال النظام الكوبي لبعض هؤلاء المعارضين وفي حوزتهم شريط الفيلم‏.. وعندما أراد بعض موظفي الخارجية الأمريكية اختلاق عدد من الأحداث في مناطق من العالم من خلال توجيه الناشطين لطريقة تمكنهم من إسقاط الحكومات‏ (‏لاحظوا التاريخ وعلاقته بأزمة القضاة في مصر علي نحو ما بينا في العدد السابق‏)‏ كان عليهم زيارة آكرمان الذي لم يبد اعتراضات كبري علي مد يد العون‏..‏
لقد بدأ اهتمام الخارجية الأمريكية بآكرمان لأسباب وجيهة‏:‏ فتكتيكاته تلائم المناخ السياسي الحالي‏,‏ ثم إن الحرب ضد صدام حسين ونظام الطالبان قد انهكتا الشهية الأمريكية لتغيير الأنظمة الحاكمة بالقوة العسكرية في ذات الوقت الذي مايزال هناك هدف نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ووسط آسيا‏
وهناك عدد من المنظمات غير الحكومية تمول وتسدي النصح للناشطين من أجل الديمقراطية ولكن هذه المنظمات متخصصة في العمل مع الحركات السياسية وغير مؤهلة بعد للانقضاض علي السلطة السياسية في مواقعها‏..‏
وهنا وجد آكرمان منصبه‏!!
لقد زرت آكرمان في مكتبه القريب من مقر البنك الدولي وهالني مناخ الثروة‏..‏ فعندما لا يفكر الرجل في تغيير الأنظمة يواصل عمله في نقل زيت الزيتون لمطاعم نيويورك‏..‏ فهو رجل تمتد جذوره لطبقة اليهود الوسطي تخرج في جامعة كولجيت عام ‏1968‏ وقد درس الأديان المقارنة وأظهر اهتماما كبيرا بالمسيحية وقيل إنه تحول إلي المسيحية‏..‏
أظهر براعة في كلية فلتشر التابعة لجامعة تافتز في دراسة الحركات الثورية في العالم الثالث والماركسية وأظهر أن الماركسيين أساءوا فهم طبيعة قوة الشعوب‏..‏ فالطغاة لا يدومون في مواقعهم لأنهم يحتكرون القدر الأكبر من العنف وإنما لأنهم يحظون بموافقة المجتمع من خلال الطاعة التي يمنحوها للطاغية مقابل البقاء علي قيد الحياة‏ (‏وهو مفهوم مسروق من ماكس فيبر وحنا آرندت‏)‏ فإذا ما أرادت الشعوب إسقاط هذه الأنظمة فعليها سحب هذه الموافقة‏..‏ بالعصيان المدني‏!!‏
العصيان المدني هو البضاعة التي يعرف آكرمان جيدا كيفية بيعها‏,‏ ربما أكثر من بيع زيت الزيتون‏..‏ فقد تمكن فيلمه‏ (‏إسقاط طاغية‏)‏ من نظم العصابات والمتظاهرين في الثورة الوردية ضد شيفارنادزه في سياق واحد وفي زمن قياسي كان مئات المعارضين للرئيس الجيورجي قد تحولوا لمئات الآلاف.. فالفيلم يعلم الناس أساليب نشطاء حقوق الإنسان ومن خلال إعادة بثه كل يوم سبت في محطة تليفزيون روستافي ‏(‏المستقلة‏)‏ تعلم الناس كل التكتيكات اللازمة لقلب نظام الحكم ومع قرب الثورة كانت محطة التليفزيون تبث الفيلم باستمرار مع تعليقات من المعارضين‏
وعندما تنازل الرئيس عن السلطة دون طلقة رصاص واحدة‏..‏ لم ينس الشعب الجورجي أفضال هذا الفيلم الذي أنتجه آكرمان علي حسابه الخاص‏..‏ وقد تمت ترجمة تكتيكات الانقلابات علي طريقة آكرمان وتدريسها في ورش عمل في ندوات حضرها نشطاء من إيران والعراق وفلسطين‏..‏
لقد كانت الثورات الملونة والحركات غير العنيفة ملهمة للمتمردين في أوكرانيا وقرغيزستان وبدرجة أقل في‏..‏ لبنان‏..‏ كما أسهم في تدريب نشطاء من فلسطين أخيرا لمناوئة حركة حماس وخلعها من السلطة‏!!‏

العصيان‏..‏ للمبتدئين

أفلام الفيديو وألعاب الكومبيوتر تخفي من ورائها إستراتيجيات حروب مدنية حقيقية‏.. وهي ليست سوي وسائل للحصول علي نتيجة فورية بدون تفكير من المغرر بهم للانصياع وراء موجة الفوضي لتحقيق انهيار النظام السياسي في أسرع وقت‏
 وهنا يعتبر الفيلد مارشال آكرمان الذي لجأت إليه الخارجية الأمريكية أخيرا خائنا لأستاذه جيني شارب وللنشطاء المتمردين في آن معا ومحتالا علي المسكينة كوندوليزا رايس التي تأتمنه علي التخطيط لخلق مواقف الفوضي الخلاقة في الشرق الأوسط‏.. ذلك أن شارب يؤكد في‏ (‏الكتالوج‏)‏ الخاص به في كتابه‏ (‏تأجيج الكفاح غير العنيف‏)‏ الصادر في ‏2005‏ ضرورة تقزيم السلطة السياسية أولا وتفريغها من الشرعية للوصول بها لمستوي منحدر يسوي رأسها برأس العصابات المتمردة‏


 فالمسألة ليست في إحداث الفوضي بقدر ما هي في تفريغ ما حوزة الدولة من نفوذ ونزع أي صلة لها بالسيادة علي أراضيها واستقلالها‏..‏ وأول خطوة هنا هي رفض الانصياع للقانون والدستور وإعلان قيام سلطة موازية لها صلات دولية تعمل ليل نهار علي عزل الدولة سياسيا ودبلوماسيا‏,‏ وإنهاكها اقتصاديا وملء سجونها بالناشطين وإرهاق جهازها الإداري‏..‏ 
 باختصار أن تتحول منظمات حقوق الإنسان إلي فئران تقرض ببطء وبثقة كل مقومات الدولة‏:‏ الحكومة والمعارضة والقانون والسيادة والشرعية بكل أشكالها والدين‏ (‏وبالذات العنصر الأخير‏)‏
 وفي الفصل الأول من هذا الكتاب السام ص ‏19‏ يستعرض شارب المفاهيم الخاطئة التي تستخف بخطورة التصرفات الرمزية لجماعات حقوق الإنسان التي هي في الحقيقة جماعات مناهضة تستهدف قلب نظام الحكم‏.. إذ يقول‏:‏
إن الاحتجاجات الرمزية برغم طبيعتها الهادئة من شأنها أن تظهر بجلاء أن شريحة من المواطنين معارضون للنظام الحالي وأن بوسعهم الإسهام في تقويض شرعيتها‏.. إن ممارسة الضغط النفسي وعدم التعاون سياسيا واقتصاديا بقوة ولوقت كاف من شأنه إضعاف سلطة وثروة وهيمنة ونفوذ النظام الحاكم وربما أودت به للشلل التام‏..‏ إن طرق‏ (‏التدخل‏)‏ غير العنيف التي تزعزع النظام القائم بطرق نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية من شأنها التأثير بشكل درامي علي سلطة الخصم وامتلاكه لزمام الأمور‏..(!!)
وفي ص ‏22‏ يؤكد شارب‏:‏
لا يوجد في العمل غير العنيف ما يمنع استخدامه لقضايا جيدة أو سيئة‏,‏ وبرغم أن استخدام هذه الأساليب في القضايا السيئة يختلف في تداعياته عن القضايا الجيدة الا أن مردوده أفضل من استخدام العنف في ذات القضايا السيئة‏..‏ إن واحدة من أهم الخرافات السائدة بشأن الصراعات أن العنف يأتي بمردود سريع‏,‏ هذا غير صحيح بالمرة‏.. فبعض الحروب وغيرها من الصراعات العنيفة ظلت مستعرة لسنوات‏,‏ ولعقود طوال‏..‏ لكن بعضا من النزاعات غير العنيفة جاءت بالانتصارات سريعا جدا ربما في أيام أو أسابيع‏..‏ أن الزمن الذي يستغرقه النصر هنا يعتمد علي عدد من المتغيرات أهمها صلابة المقاومين وحكمتهم‏..(!!)
وفي الفصل الثالث وتحت عنوان‏:‏ تقنية نشطة للكفاح‏.. يستعرض شارب في ص ‏40‏ واحدة من أخطر النقاط التي لاحظناها في فكر حركات ما يسمي التغيير وعلي رأسها كفاية وشايفنكو لصاحبتها غادة شهبندر وكذا في حركة منظمات حقوق الإنسان الممولة‏..
 وهي انعدام وجود برنامج سياسي لما بعد التغيير يطرح برامج بديلة لما يزعمون أنه فساد مطلق‏(!!)..

جين شارب

 يقول شارب‏:‏
إن الصراع غير العنيف لا يوجب علي أصحابه تقبل نظام سياسي جديد ولا أخلاقيات ومباديء جديدة ولا معتقد ديني آخر‏..‏ وبالمصطلح السياسي فإن الأمر لايتعدي‏:‏ ألا يقوم الشعب بعمل ما يقال له وأن يقوم بأفعال محظورة عليه‏ (‏مجرد الخروج علي القانون والشرعية كهدف في ذاته‏)‏.. ومع الوقت يتوقف العمال عن العمل فيتم شل الاقتصاد وأن يتوقف الموظفون عن تنفيذ التعليمات الإدارية وأن يتراخي رجال الجيش والشرطة عن تنفيذ المهام المنوطة بهم‏.. وعندها يبدأ العصيان المدني‏.. وعندما يتم كل هذا بالتوازي تنهار سلطة النظام السياسي‏..(!!)‏
إذن المطلوب هو العصيان المدني وحسب‏,‏ وهكذا تتلبس أرواح الدولارات أجساد الناشطين وتدفع بهم لحالات الصراخ الهستيري من أجل التغيير دون أي بديل أو برنامج أو هدف وطني واضح‏..‏ سوي التغيير لمجرد التغيير انتظارا‏..‏ لباقي التعليمات‏!!

ويستعرض شارب ص ‏198‏ طريقة لتقويض سلطة النظام السياسي سلميا ‏(شهدنا‏18‏ منها في مصر أثناء أزمة القضاة‏)‏

وأهمها
  • الوقفات الإحتجاجية الرمزية
  • وكتابة إعلان جديد لحقوق المواطنة
  • ارتداء الملابس ذات الدلالة الرمزية
  • وإقامة جنازات رمزية
  • وترديد الشعارات المستفزة
  • وشتم الحكام بالأسماء وبشكل مباشر
  • وعقد الاجتماعات والندوات الاحتجاجية
  • والوقوف حدادا في صمت للاحتجاج
  • والمقاطعة للانتخابات وللمواقف الرسمية‏
  • وإضرابات العمال والطلبة والاعتصامات
  • وسحب الودائع والحسابات من البنوك بشكل جماعي
  • وإضراب المساجين عن الطعام
  • وتحدي القضاء وتعليماته
  • وتحدي قوات الأمن واستفزاز رجال الشرطة والتشهير بهم وإبراز وحشيتهم واستمالة بعضهم لعدم التعاون أو الانصياع لأوامر رؤسائهم
  • وإيقاع حالة توتر في العلاقات الدولية بين الدولة والعالم الخارجي‏
  • والتدخل المباشر والدائم في الأعمال السيادية للدولة بما فيها مواقفها الدبلوماسية والسياسات الداخلية
  • واحتلال الميادين العامة وإعاقة المرور
  • وإقامة منظومات اجتماعية بديلة
  • وإيجاد إعلام بديل
  • وانهاك النظام الإداري للدولة
  • والسعي من أجل دخول السجن
  • والعمل كحكومة موازية بديلة تظهر ثنائية السيادة في الدولة‏!!‏

الخلايا الناعمة‏..‏ النائمة

غسل الأدمغة واختراق القلوب في آن معا‏..‏ تخصص نادر يبرع فيه البريطانيون بحكم تراكم خبراتهم بالشرق الأوسط والتي اكتسبوها من خلال احتلالهم بلدانه منذ أواخر القرن ‏19‏ إلي الخروج منه خلال القرن الماضي‏..‏ بخلاف عملائهم التاريخيين الذين يعملون في خدمة التاج حتي اليوم‏.. فجواسيس بريطانيا هم الذين صنعوا البهائية ودعموا الصهيونية واخترعوا‏ (‏مؤذن الكيت كات‏)‏ علي يد ديفيد كيمب الجاسوس البريطاني الذي عمل بالدبلوماسية ولا يكتب رواياته إلا بالفرنسية‏!!‏



وفي وثائق المخابرات البريطانية التي تسربت إلي صحيفة صنداي تايمز‏,‏ نجد اسم الداعية عمرو خالد محاطا بخطوط حمراء
 ففي تقرير مثير نشر كتبه روبرت وينيت وديفيد ليبارد في الصنداي تايمز بتاريخ ‏30‏ مايو ‏2004‏ بعنوان‏:‏ خطط بريطانيا السرية للفوز بعقول وقلوب المسلمين‏..‏ تحدث المحرران عن وثائق سرية تخص جهاز المخابرات البريطانية ‏MI5‏ تؤكد اهتمام إليزا ماننجهام بولر مدير عام هذا الجهاز قد أصدرت أوامر لضباطها بتقديم خطة محكمة لتفريغ عقول المسلمين من أية أفكار تتعلق بتبني الحدود الإسلامية والعمل علي توفير دعاة جدد يقومون بتنفيذ هذه الخطط وإستمالة أكبر قدر ممكن من الشباب المسلم لصالح الاندماج في نمط الحياة الغربية وبالذات المتعلمين منهم بشكل جيد والذين يمتلكون خبرات التعامل مع التكنولوجيا وبالأخص ذوي القدرات العقلية الفائقة المؤهلين لتولي مناصب قيادية في المستقبل‏!!..‏
وذكرت الوثائق بالنص أنه من المهم البحث عمن يمكنه التأثير علي آراء وتوجهات الشباب المسلم‏..‏ ويمضي التقرير للقول‏:‏
 من بين الذين تم تحديد أسمائهم في الوثائق عمرو خالد البالغ من العمر ‏36‏ سنة‏ (‏هو اليوم ‏38)‏ وهو محاسب تحول إلي مبشر ديني أخذ اسمه يبرز علي السطح في مصر في أواخر التسعينيات ويعيش حاليا في لندن.. برغم أنه يوصم بأنه شيخ الشيكات وبأنه شيخ ببدلة‏,‏ إلا أن شعبيته‏,‏ خصوصا بين شباب القاهرة والطبقات المتوسطة تنبع من قراره بأن يتخلي عن اللحية والقفطان الذي يرتديه رجال الدين الأرثوذوكس ‏(‏الازهريين يقصدون‏)‏ وأن يضع رسالته علي التليفزيون وهو يرتدي بدلة رجال الأعمال بشارب رياضي معتني به‏..‏
ومن المقرر أن تقوم الحكومة بنشر الوعي بعدد من الأئمة الذين ينطلقون من خارج العالم الإسلامي كحمزة يوسف مستشار الرئيس بوش الذي قال عنه الرئيس الأمريكي إنه نجم موسيقي الروك للجيل الإسلامي الجديد.. وصهيب ويب الداعية الأمريكي الذي قاد حملة تبرعات لأرامل رجال الإطفاء الذين ماتوا خلال هجمات‏11‏ سبتمبر‏



 وقد قررت وزارة الداخلية البريطانية إقامة دورات تدريبية ممولة من الحكومة لخلق جيل جديد من الدعاة الإسلاميين علي نمط الدعاة الأمريكيين وتمويل محطات تليفزيونية وإذاعية إسلامية وبعض الصحف الموجهة لشباب الاسلاميين‏!!‏
 كيف يمكن أن يعيش شاذ جنسيا في كنف الإسلام؟
وكيف يمكن للمسلمين أن يتسامحوا إزاء القيم الإباحية الغربية؟
هل يمكن أن ينجح عمرو خالد المحاسب السابق الذي لم يتلق أي تعليم ديني في إنجاز حوار بين الإسلام والغرب؟
 هذا هو ما تساءل بشأنه لامار كلاركسون أبرز الباحثين بقسم الصحافة التابع لمركز أبحاث الديانات والإعلام بجامعة نيويورك في أعقاب التقرير الذي كتبته سامانتا شابيرو في النيويورك تايمز عن عمرو خالد الذي يزيد عدد زوار موقعه علي الانترنت علي عدد زوار موقع أوبرا وينفري أشهر مذيعة تليفزيون في أمريكا والذي يحظي بشعبية وصفتها شابيرو بأنها لم تتح من قبل لنيلسون مانديلا أو لغاندي‏..‏ متوجة إياه ببطل العصيان المدني المحتمل في العالم العربي ومصر‏..‏ ومرشحة له لرئاسة مصر في انتخابات الرئاسة‏..2011!!‏ 
تقول الباحثة ليندساي فايس في رسالتها لنيل الدكتوراة عن عمرو خالد المقدمة إلي كلية سانت أنتوني بجامعة أوكسفورد في ‏2003‏ والتي كان عنوانها‏ (‏أشكال جديدة للتبشير الاسلامي في مصر‏)..‏ تقول الباحثة إن عمرو خالد يقدم تجربة إسلامية ديمقراطية وهو يقوم بتحدي النظام السياسي في مصرالذي ينحو لتكريس الإسلام السني ويحتفي بالصوفية ويرتكن إلي الكاريزما الأخلاقية علي نحو ما كان عليه الشيخ الشعراوي‏
إن عمرو خالد عن قصد وعن عمد يقوم بنشر صيغة من الإسلام أكثر تسامحا وارتباطا بالأخلاق والقيم الغربية ترقي لقيام حركة سياسية تعتنق الليبرالية‏!!‏
السؤال المنطقي الآن
 متي تلتقي الشبكات العنقودية لمريدي عمرو خالد والتي تعلن عن نفسها عبر منتديات الإنترنت مع القوات الناعمة التي يقودها آكرمان؟‏..‏ هل تعد هذه الخلايا النائمة جيشا من أفراد الاحتياط تحت الاستيداع للحظة بعينها يتم فيها تحريك الموقف لإسقاط مصر تحت الاحتلال المدني الأمريكي؟‏..
 لقد أكدت صحيفة الإندبندانت البريطانية في ‏11‏ يناير الماضي أن عمرو خالد المبشر الانجليكاني التليفزيوني يقود جيشا من ملايين الأتباع باستخدام الفضائيات عابرة الحدود وتقنيات الإنترنت‏.. منذ ‏3‏ سنوات قام بافتتاح متجر له في لندن التي تخيرها كمنفي اختياري له.. ومن هناك يقول‏:‏
إنه يعيش حياة رائعة‏..‏ في الحرية‏!! (‏لاحظ أن بريطانيا رخصت له بإقامة منظمة تدعي الخطوة الأولي تعمل في مجال تعديل قيم الأسرة العربية‏).. 
لقد عاد عمرو خالد إلي مصر خلال الأسابيع الماضية وقد قامت خبرته بالعيش في الغرب بتقوية منظوره للمشكلات التي تواجه الشباب المسلم وقد صرح قبل سفره للقاهرة‏:‏ إنني ذاهب الآن لبناء جسر بين الشرق والغرب‏..‏ أن خالد يعي تماما قوة ما يقول فهدفه هم الشباب الذين يعيشون في مصر كمواطنين من الدرجة الثانية‏,‏ ولا يعترف بوجود مؤامرة من الغرب علي المسلمين بأي شكل‏..‏
أن أهمية عمرو خالد تنبع من أن كلماته تلمس ما يشير إليه مسئولون في الشرق الأوسط محذرين‏:‏ ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والأمية التي تشكل كوكتيلا ساما‏,‏ إذا ما تم مزجه بالحكومات الشمولية والكراهية لأمريكا تحول إلي كوكتيل قاتل من شأنه أن يوقع الشباب في قبضة أشباه بن لادن‏..‏
 روشتة عمرو خالد‏:‏ جمع الملابس من أجل الفقراء وتوجيه الشباب لصناديق الانتخابات‏!!‏
المثير في هذا التقرير‏..‏ هو الكشف عن الشخص الذي سيجيب علي استفسارنا بشأن موعد استدعاء خلايا عمرو خالد النائمة إلي الشوارع‏.. أنه الأمريكي ريك ليتل عميل المخابرات المركزية الأمريكية الذي سبق له العمل كمستشار لقضايا الشباب في الأمم المتحدة‏.. والذي يضع الخطط لعمرو خالد بشأن خلق فرص العمل للشباب في الشرق الأوسط‏..‏ والذي قال للإندبندنت‏:‏
عندما تنظر لمدي ما يفعله عمرو خالد للملايين الذين يأسر قلوبهم‏..‏ لا أعرف فردا سواه في المنطقة بأسرها له هذا النفوذ والأثر الذي يملكه عمرو خالد‏!!‏
إن الأمريكي ريك ليتل شريك عمرو خالد في خطط توفير فرص العمل هو ذاته رئيس مجلس إدارة منظمة اسمها‏ (‏اماجين ناشينز جروب‏)‏ أو مجموعة تخيل الأمم‏..‏ وهي تحالف لتغيير المجتمعات ما بين سياسيين ومستثمرين ومنظمات تمويلية في مجالات دعم الإعلام المستقل‏,‏ ومنظمات المجتمع المدني وهدف المجموعة هو التأثير علي السياسات وبرامج التنمية الاجتماعية لتحقيق أهداف وثيقة الألفية الأمريكية‏,‏ وهو مؤسس منظمة الشباب العالمي في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية والتي تعمل حاليا في ‏70‏ دولة في مئات البرامج الممولة من المخابرات الأمريكية والمؤسسات المانحة بنحو‏150‏ مليون دولار سنويا لتمويل مئات المشروعات لتوفير فرص العمل والتعليم‏..‏



وقد تم تصعيده عندما تخيره المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا كواحد من القادة العالميين للغد وتلقي جائزة روبرت شريفنر من المجلس الأمريكي للمؤسسات التمويلية‏ (!!)..‏ ويعمل معه في رسم السياسات للداعية عمرو خالد رئيس مجموعة تخيل الأمم اليهودي المدعو يعقوب شيميل المسئول عن برامج تطوير الأسرة التي تدار حاليا في فرنسا وانجلترا وإسرائيل‏.. وهو المسئول عن مؤسسة صندوق شيميل لتنمية قيم العائلة لتمويل منظمات المجتمع المدني ومؤسسة الطريق المتحد ومقرها إسرائيل‏,‏ واللجنة الأمريكية اليهودية المشتركة للتوزيع الداعمة لمنظمة الشباب العالمي‏!!‏

لقد سبق لريك ليتل أستاذ عمرو خالد الحقيقي أن نشر مقالا في مجلة السياسة الدولية‏ (‏فورين بوليسي‏)‏ التي تشرف عليها الاستخبارات الأمريكية ‏CIA‏ عبر مراكز أبحاث ممولة في عددها الفصلي في خريف ‏1999‏ في سياق ملف عن التأثير الدولي لمنظمات المجتمع المدني في الميدان وما وراءه‏..‏ بعنوان‏:‏ الشباب والأمن العالمي‏..‏ قال فيه‏:‏
من وجهة نظري ونظر منظمة الشباب العالمي فإن أي إستراتيجية لتطوير نظرية فاعلة للأمن العالمي ينبغي أن تشمل إستراتيجية لتطوير مفاهيم الشباب وأن تشارك فيها الشركات الكبري في العالم في سعيها لفتح أسواق جديدة والحفاظ علي أسواقها الحالية وبالذات في الدول النامية التي يشكل الشباب ‏60‏ بالمائة من تعدادها السكاني‏..‏ إن حجر الأساس في فلسفتنا هو تكريس مفهوم الشراكة بين المجتمع ومنظمات المجتمع المدني وتوظيف مصادرنا كلها للوصول إلي تحقيق نتائج تؤثر في الشباب‏!!‏
 الآن علمنا مصادر سحر مولانا الإمام المحاسب عمرو خالد والكيفية التي نجح بها في خلق شبكات من الشباب المتحفز للعمل وفق توجيهاته والذي ينتظم وفق شبكات عمل من خلال الإنترنت‏..‏ وتأكدنا من كونها خلايا نائمة ملحقة بمنظمات المجتمع المدني الممولة وأنها لن تلبث أن تنخرط في السياق الكبير‏..‏
عندما يفشل آكرمان في تفريغ السلطة السياسية في العالم العربي من الشرعية بالدولارات البرتقالية التي تمول قواته الناعمة التي تنخرط فيها شبكات من المستوطنين الجدد الذين يناضلون من أجل حق المواطنين الأصليين في العيش بحرية في وطن محتل‏..‏ مدنيا‏!!‏ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق